الأيام تعلم المعلمعبارة حكيمة طالما صدرت وغيرها على أناس لم يدرسوا في جامعات أو معاهد..... وهم يعنون بذلك أن
الجامعات تغذي طلابها في ناحية أو أخرى من العلم، والحياة تعلم الناس ما يصعب تعلمه في الجامعة، فكم
من نبيه في دروسه الجامعية أخفق في امتحانات الحياة، فالجامعة تعلم المثاليات والحياة تعلمك كيف تعيش
الواقع بحسناته ومثاليته، تعلمك كيف ومتى ومن تحب، وممن تنفر، تعلمك ألا تغتر بالمظاهر الخداعة، تعلمك
كيف تميز بين صداقة اليد والمادة وصداقة الروح النقية الخالدة، تعلمك... وتعلمك..
وأبو ياسين واحد ممن عملوا في الجامعة دون أن يتعلموا في الجامعة حرفا واحدا، واحد من مجموعة هنا
منحت أكثر مما تملك، ويذلك يوم غد العطاء، غرس زهرة، نشر بسمة، شدا غنوه، فكان لرسالة النجاح معه
هذه الوقفة:
الاسم: احمد أبو ياسين.
العمر: خمسون عاما.
العمل: أعمل في قسم الخدمات.
الهواية الزجل الشعبي.
س: منذ متى تعمل في هذه الجامعة؟
.( ج: أعمل هنا منذ عشرين عاما (من سنة 1964
س: ماذا كنت تعمل قبل المجيء إلى الجامعة؟
ج: كنت أعمل مزارعا في منتزه بلدية نابلس.
س: ماذا كنت تعمل حين بدأت العمل في الجامعة؟
ج: عينت لزراعة الأزهار في حدائق الجامعة لمدة 6 سنوات، ثم مراسلا في الخدمات لمدة 6 سنوات، وحينها
أصبحت النجاح جامعة في سنة 1977 عملت حارسا على باب الجامعة.
س: ما سبب محبة الطلاب لك؟
ج: نحن على هذه الأرض كالخيال، سرعان ما يتبدد ذاك الخيال، وتعيش الأسماء بأفعالها الخيرة، إذن لماذا لا
نحب بعضنا فأنا أحب طلبة جامعتي وأبناء بلدي، وهم الحب بالحب يقابلون.
س: كيف تميز بين طالب الجامعة من طلاب الجامعات والمعاهد والمدارس الأخرى؟
ج: أميز بين طالب الجامعة من طلاب الجامعات الأخرى من كثرة اختلاطي ومعرفتي لطلاب الجامعة.
س: خلال عملك في الجامعة ما هو انطباعك عن الطلاب والعاملين؟
ج: أرى تعاونا كبيرا بين الطلاب والعاملين وأتمنى لهم التوفيق.
س: حينما عينت عام 1964 ما هي توقعاتك لمعهد النجاح؟
ج: كنت أسمع المرحوم د. قدري طوقان يقول أنه في وقت قريب ستصبح هناك جامعة فلسطينية تستوعب
5000 طالب، وستقام الأبنية والكليات وبالفعل هذا ما حصل بفضل جهود الأخوة أبناء هذا الوطن.
س: كيف كانت علاقتك بالدكتور المرحوم د. قدري طوقان؟
ج: كانت علاقتي به حسنة وطيبة، وكنت ألاحظ أنه يعمل على تطوير المعهد وتشجيع العلم.
س: عند وجودك على باب الجامعة ماذا تشاهد كيف شعورك عند دخول وخروج الطلاب.
ج: أنا أشاهد جموع الطلاب وهم بأجمل لباس وأحلى منظر وأكون مسرورا وهم يدخلون ويخرجون بانتظام
وأتمنى لهم التوفيق. وفي هذا اللقاء أقدم لهم هذه الباقة من الزجل الشعبي. أنا جئت على الجامعة أغني
لطلابها:
دموع العين فرحاني بطلابها
يا رائد العلم حي طلابها
حييهم صبايا مع شباب
****
أنا بالزجل معي سيف شاعر
تحياتي مخصصة لكل شاعر
يحيي كل من زجل وصار شاعر
وعلى منبر الجامعة بالحق خطب
****
يا كرم العلم لابني فيك غرفة
أسكن أنا وكتابي بغرفة
كتاب الله على رأسي لأبني لك غرفة
وجوات القلب لأفتح لك مسكنا
****
يا أيام ألهنا مري وعودي
عودي يا ليال العز عودي
يا رب شعبنا على بلادا يعودي
وأحني قبة الصخرة بذهب.
رأي حول مقال "الحياة مواقف عز"
بقلم: د. زكي الشيخ حسين كتانه
عمان
مع تأكيدي أن كاتبه جدير بثقتي وتقديري واحترامي وحبي أقول:
تفضل أخي الفاضل الدكتور شوكت زيد الكيلاني، عضو مجلس أمناء الجامعة، ونشر في الصفحة الثانية
عشرة من العدد السابع من رسالة النجاح ما ن صه الحرفي كما يأتي:
"وفي مصر في أوائل سنين العشرينات خطر لنفر من منافقي السلطان أن يدعوا لتنصيب الملك فؤاد خليفة
للمسلمين، فتصدى لهم عالم فاضل جريء اسمه علي عبد الرازق، وكتب كتيبا يفند فيه الفكرة ويدحضها،
متحديا سلطة الملك ومن يداهنوها وقدم للمحاكمة، واضطهد في رزقه وحياته، ولم يهن أو يتراجع، وانتصر
وتخلد اسمه بوقفة العز الجريئة التي وقفها" انتهى نص الأخ الفاضل الدكتور شوكت الكيلاني.
وقال الدكتور زكي الشيخ كتانه في الصفحة المائة والحادية عشرة من كتابه النقدي المعروف "المنخل المنقدي"
ما نصه الحرفي كما يأتي:
" ومن المشبوهين شيخ!!!، أتضحك أخي القارئ؟ أو لا تصدق أنه شيخ مشبوه؟؟ والله ما أنا بكاذب، إنه الشيخ
علي عبد الرازق- لا نفعنا الله من شيخته - فحين ألغيت الخلافة سنة 1925 –وليتنا متنا قبل أن تموت -
طالب كثيرون بتنصيب خليفة، وعقدت اجتماعات كثيرة من أجل ذلك، وناقشتها الصحف العربية والأجنبية،
فتكرم هذا الشيخ الخبيث، قاضي محكمة المنصورة في يونيو سنة 1926 ، وأذاع كتابه "الخلافة وأصول
الحكم"، فأثار ضجة كبيرة، وجرى تحقيق مع هذا الشيخ فقرروا إخراجه من زمرة العلماء، وصادروا الكتاب.
لقد زعم في كتابه أن الخلافة مسألة دنيوية سياسية لا دينية، وأن القرآن الكريم والسنة لم يتعرضا لهما. كما
أنكر إجماع الصحابة على وجوب تنصيب إمام، وزعم أن نظام الحكم أيام الرسول عليه الصلاة والسلام
موضع غموض وإبهام واضطراب ونقص، وأنكر أن القضاء وظيفة شرعية، وزعم أن حكومة الخلفاء كانت
لا دينية، وزعم أن مهمة الرسول عليه السلام كانت البلاغ لا الحكم والتنفيذ!!!، وتجاهل هذا الشيخ الخبيث أنه
لو كانت مهمته عليه السلام بعيدة عن التنفيذ لما وجد غير المسلمين ما يحفزهم على الدخول في الإسلام، ولما
أحتاج الأمر أن يخوض المسلمين حروبا طاحنة ومريرة. لقد تجاهل هذا الشيخ حروب الردة التي كان سببها
امتناع الجماعة عن دفع الزكاة، لكن الخبث وسوء النية يبرران الأكاذيب.
لقد زعم أن جهاد النبي عليه السلام كان في سبيل الملك لا الدين ولا الدعوة، وتجاهل عروض المشركين عليه
صلى الله عليه وسلم منذ بداية الدعوة، وعرضهم أن يولوه الرئاسة، أن يعطوه المال، أن يلبوا له أي مطالب،
لكنه رفض، وأستمر في دعوته، وقولته إلى عمه مشهورة شائعة: "والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني،
والقمر في يساري، على أن أترك هذا الأمر ما تركته"، فالدين والدعوة هما أساس رسالته، والدافع الأول
لجهاده، عليه الصلاة وأتم السلام" – انتهى نص الدكتور زكي الشيخ حسين كتانه.
كذلك وجدنا الدكتور أميل توما الذي كان سكرتيرا للحزب الشيوعي الإسرائيلي – راكاح- يمتدح هذا الشيخ
ويثني عليه ثناء عظيما، وذلك في الصفحة المائة وإحدى وأربعين من كتابه المشبوه "الحركات الاجتماعية في
السلام"، الذي مليء بالمغالطات والتمزيقات والتشويهات للواقع الإسلامي، كما أشرت في مقال لي في الصفحة
السابعة والأربعين من العدد الأول من مجلة "هدى السلام"، التي أصدرتها إدارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
في القدس الشريف.
أدعوا زملائي وأحبائي في قسم الدراسات الإسلامية في جامعتنا الحبيبة لأن يكشفوا دور هذا الشيخ: أمعمر
هو أم مخرب! اللهم ألهمنا السداد في القول وفي الفكر وفي العمل، إنك ربنا سميع مجيب، وصلى اللهم على
سيدنا محمد، والحمد لله رب العالمين.
رسالة إلى محرر جريدة "الجروزاليم بوست"
بقلم" نهاية المصري الظاهر
قسم اللغة الإنجليزية
في رسالته تحت عنوان "المصيبة التي لا مثيل لها" عبر الكاتب آرييه بن توف عن سخطه العميق ضد نيللي
كيرن وغيرها من الإسرائيليين الذين "لا يملكون الفهم الكافي عن الكارثة اليهودية". كما وجه الكاتب التهم
لأولئك الإسرائيليين الذين يصفهم "بذوي التوجه الأخلاقي" لمحاولتهم أن يجدوا أوجه شبه بين "ما يحصل
حولهم في مجتمعهم وبين ما فعله النازيون بهم".
وكأي امرأة فلسطينية تعيش تحت الاحتلال، وكغيري من الإسرائيليين ممن يمتلكون النوايا الحسنة، يفرض
علي الواجب الأخلاقي أن أبدي هذه التعليقات:
إن تكرير صاحب الرسالة على تمييز الكارثة اليهودية التي حسب قوله "ليس لها مثيل في التاريخ" هو بحد
ذاته عملية تقزيم للتاريخ نفسه. كما أنه انتقاص فاضح للعمق الإنساني الذي يكمن وراء المآسي العديدة التي
ذهب ضحيتها الكثيرون من الروس والأرمن والفلسطينيين وغيرهم من غير اليهود. هل يعقل أن تكون
المذابح التي أودت بحياة الملايين غير جديرة بأن تقارن بكارثة اليهود؟ أن ما يهزنا من الأعماق في جميع
هذه الحالات المأساوية هي مقدرة الإنسان على ارتكاب مثل هذه الأعمال الوحشية. إن إستمراريتها بدون
رادع هو شيء يعجز العقل والعاطفة عن إدراكه.
هناك، في مذابح صبرا وشاتيلا، كانت النسوة والرجال والأطفال، قبل أن تزهق أرواحهم، أحياء كما كان
اليهود في ألمانيا أحياء، كانوا يبصرون ويسمعون، وكانوا يحسون ويفكرون. وكانت جميع أعضائهم تؤدي
وظائفها الطبيعية. حتى أن بعض الأمهات كن يرضعن أطفالهن عندما خسرت الدنيا من بينها عالما. إن إغفال
عمق هذه المأساة البشرية أو غيرها هو التنصل من المسؤولية الأخلاقية التي تحتم علينا كبشر أن لا نسمح
لأي شيء من هذا أن يحصل ثانية.
وكمدرسة للأدب الإنجليزي تحضرني بهذه المناسبة كلمات قالها الكاتب الإنجليزي المعروف، "جون دون":
يستحيل على الإنسان أن يك ون بمفرده جزيرة، كل إنسان قطعة من القارة، جزء من الكل... موت أي إنسان
ينقصني لأنني متأصل الجذور في البشرية، ولهذا لا تسل لمن يقرع الجرس، إنه لك يقرع.
وختاما أقدم الشكر الجزيل لنيلي كرن ولأولئك الإسرائيليين الذين بفضل اهتمامهم في البشرية يبعثون فينا
الأمل في أن تتوقف النكبات وأن يسود على هذه الأرض السلام والعدل والمحبة.